بين الصوت والكلمة: كيف تقنع العميل دون أن يراك؟

فكرة إقناع العميل بخدمة أو منتج هي من أصعب ما يكون في التسويق ، ولو كانت البداية بشكل صحيح سيترك ذلك أثر إيجابي لدى العميل ومن الممكن أن تتم عملية الشراء أو الطلب، ومن أهم الأساليب في إتمام ذلك هو كيفية مخاطبة العميل، ففي عالم لا يرى فيه العميل وجهك، يصبح صوتك هو توقيعك، وأسلوبك في التحدث هو الانطباع الأول… وربما الأخير.

في هذه المقالة سنتعرف معاً على أسلوب التحدث ومخاطبة العميل، وكيفية التأثير عليه في اتخاذ القرار المناسب.

الفصل الأول: صوتك ليس مجرد صوت

في اللحظة التي تضغط فيها على زر التسجيل أو تتحدث في مكالمة، يتحول صوتك إلى أكثر من مجرد ذبذبات في الهواء، إنّه يتحول إلى شعور أو نغمة، ورّبما إيقاع، وحتى قصة مصغرة تنسجها الأذن قبل أن تفكر بها العقول، لذلك الهدوء واللباقة مطلوبة، وعليك أن تفصل بشكل تام بين أمورك الشخصية، وبين العميل الذي ستخاطبه.

من الوارد أن يكون لديك مشاكل وهموم، أو حدث مزعج أصابك في الوقت الذي ستخاطب فيه العميل، ومن المفترض أنّك شخص عملي لا يخلط الأوراق ببعضها البعض، فستحتاج أن تفصل كلياً، وقبل البدء بمخاطبة العميل ستترك أيّ أمر شخصي، وتبدأ بأسلوب لبق بالتحدث.
عميلك لا يحتاج أن يسمع صوتًا جميلًا فحسب، بل صوتًا صادقًا، واثقًا، يهمس له: "أنا أفهمك… وهذا ما تحتاجه تمامًا."

الفصل الثاني: الإقناع ليس صراخًا… بل إيقاع

التحدث للإقناع ليس عرضًا مسرحيًا ولا نشرة إخبارية، إنّه فن التوازن بين الدفء والثقة، وبين الوضوح والتشويق، فعميلك لا يريد أن يشعر أنه يُباع له شيء، بل يريد أن يشعر أنه يشتري قرارًا ذكيًا.
غيّر نبرة صوتك كما تغير نغمة العزف، فصوتك يحتاج أن يصعد صعوداً ناعماً عندما تتحمس، ويهبط هبوطاً هادئاً عندما تطمئن، ووقفة عندما تريد أن تجعل العميل يفكر، فالسكوت أحياناً يكون أقوى كثيراً من ألف كلمة.

الفصل الثالث: كل كلمة سهم… اختر هدفك بدقة

المحتوى الصوتي الذي ينجح لا يكون محشوًا بالمعلومات، بل مغموسًا بالإحساس.

فاستخدام كلمات تخاطب "الوجدان" قبل "البيان" يعزز موقفك، لا تقل "هذا المنتج جيد"

بل قل: "تخيل أنّك تنهي يومك الطويل، وتجد كل شيء في مكانه بمنتهى الهدوء والراحة."
إنّك لا تبيع خدمة، بل تبيع شعورًا.

الفصل الرابع: كن صوتًا لا يُنسى

هل لاحظت أن هناك أصواتًا تظل عالقة في ذاكرتك رغم مرور الوقت؟! السر في هذا ليس طبقة الصوت، بل في النية خلف الصوت، فالصوت الذي يحمل شغفاً وحباً، يظهر عليه ذلك، أو حتّى دهشة، فإنّه يدخل القلب بدون استئذان.

الفصل الخامس: لا تكن آلة… كن إنسانًا

الخطأ الشائع الذي يقع فيه الكثير هو التعامل بدون روح، وجعل المحادثة تقتصر على السؤال دون أي حيوية، فالعميل لا يبحث عن معلّق روبوتي بصوت مُعلّب، بل عن إنسان يفهمه، ويشبهه، ويحدثه بلغة قريبة منه.
، فحاول قدر الإمكان أن تكون على طبيعتك، وامتاز بالمرونة، ولا تخف أن تظهر بعض من شخصيتك بين الجمل، فذلك يميزك.

في التعليق الصوتي نجد الصوت هو القائد، والكلمات هي الجنود، والعقل وحده لا يكفي لإقناع العميل، فدوماً أنت بحاجة إلى ما هو أعمق، أنت بحاجة إلى الإحساس، والأسلوب، والصدق في الكلام الذي تقوله، وتذكر أنّ العملية كلها عبارة عن حوار مع شخص أنت تحاول إرضاءه وإقناعه بشيء قد لا يكون من ضمن اهتماماته، وستتعامل مع الكثير من الأشخاص ذو الطابع الحاد، وأنت غير مرحب بك في الكثير من الأحيان، تقبّل ذلك وتعامل مع الأمر بسلاسة. في النهاية، أنت لا تسوّق بصوتك فقط، بل بروحك التي تسكن هذا الصوت.

Alaa Dawoud
علاء داود

علاء داود، مهندس أنظمة حاسوب فلسطيني، شغوف بالكتابة. روائي وكاتب سيناريو، لديّ العديد من الأعمال المنشورة.

المقالات: 8

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *